تطويري الذاتي أهم مسؤولياتي
- شارك
- شارك
- شارك
- شارك
لدى كل منا العديد من المسؤوليات على مختلف المستويات العائلية والاجتماعية والعملية والشخصية وغيرها الكثير ولكن أحياناً ما يطغى البعض على الآخر إما بسبب أهمية هذه المسؤولية أو الميل الشخصي لممارسة بعض المسؤوليات عن غيرها. ولكن إذا ما توقفنا وقررنا أن نعمل على تحديد أولويات ما نقوم به وما الذي يعتبر أكثر وأهم تأثيراً من غيره. بمعنى آخر ما هي المسؤولية الأهم يجب أن تكون على رأس هذه القائمة.
بالطبع ستختلف اختياراتنا ولن يكون هناك إجماع على المسؤولية الأهم وذلك لاختلاف وجهات النظر وأهمية تحقيق والتزام كل منا بهذه المسؤولية فقد تكون العائلة هي أهم أولويات أحدنا في حين يكون العمل عند البعض الآخر ولكن قد يكون تطوير الذات هو الأهم عند مجموعة أخرى.
أيضاً قد تختلف أولوياتنا من وقت لآخر حسب مكانة هذه المسؤولية فقد تكون مسؤوليات العمل هي الأهم عند الموظف الجديد وبالتالي يكون التزامه بمتطلبات العمل في مقدمة اهتماماته حتى وإن كان ذلك على حساب علاقاته الشخصية ومسؤولياته الاجتماعية وقد تصل إلى التأثير على اهتمامه بصحته شخصياً وذلك حتى يدخر الوقت الأكبر لإتقان العمل والمهام الجديدة. ولكن بعد فترة من الزمن سيتغير ترتيب أولوياته مرة أخرى بعد وصوله إلى درجة من الدراية بأمور عمله وتحويل جزء من وقته إلى أولويات أخرى هي الأهم في فترة أخرى.
بالرغم من منطقية ما تم تناوله في الكلمات السابقة فإن العديد من الخبراء في مجال التنمية البشرية تحدثوا عن الأهمية القصوى لمسؤولية الشخص عن صحته أولاً لأنها التي تمكنه من القيام بالعديد من المسؤوليات وبالتالي فإن جزء من الوقت اليومي المخصص لمسؤوليات الفرد لابد وأن تتمحور حول الحفاظ على اللياقة البدنية ومن ثم القيام بكافة المسؤوليات الأخرى. يجب أيضاً مراعاة جانب الصحة عند القيام بالمسؤوليات الأخرى أو المهام اليومية العادية فكثير من خبراء الصحة أكدوا على الطرق الصحية في الجلوس أمام الكمبيوتر والتعامل مع الحركات العادية والتعامل مع الأجهزة الإلكترونية والأوقات التي يجب فيها القيام ببعض التمارين الرياضية البسيطة حتى نتجنب الإرهاق البدني أو العضلي عند الانخراط في مهمة ما لوقت طويل بدون مراعاة تنشيط الدورة الدموية والعضلات ببعض التمرينات البسيطة والسريعة التي لا تستغرق الوقت الطويل مقارنة بالعائد الصحي منها.
وحيث أن مسؤولية الفرد عن صحته تعتبر مسؤولية شخصية أكثر منها مسؤوليه جماعية فإن من سيتحمل تبعات التقصير فيها سيكون الفرد نفسه وليس الآخرين إلا في نطاق المساعدة والتعاطف ومحاولة المساعدة بشكل ما.
وحيث أن المسؤولية عن المستوى الصحي للفرد فإن هناك مسؤولية أخرى لا تقل أهمية عنها وهي مسؤولية الشخص عن تطويره وتنمية مهاراته وإمكانياته. هل من الممكن أن يتقدم الفرد في العمر دون أن تتطور إمكانياته ومهاراته ومعلوماته وبالتالي المردود المادي والمعنوي؟ لن تجد من يجيب عن هذا السؤال بالنفي ولكن على أرض الواقع سيكون منا الكثيرون، إلا من رحم ربي، من لا يهتمون بهذا الأمر على الإطلاق.
أنا شخصياً لدي العديد من الأصدقاء الذين يتمنون تغيير وظائفهم الحالية حيث أنهم غير راضين عنها أو لا يجدوا ما هو ممتع بها أو أحياناً نتيجة الضغوط التي يتعرضون لها يومياً وبالتالي يتسبب ذلك الشعور في كثير من الضغوط النفسية والتي تؤثر بلا شك على كافة نواحي الحياة والعلاقات مع الآخرين سواء بقصد أو دون قصد.
عند تحليل هذه القضية غالباً ما نجد أن هؤلاء الأفراد منغمسون في مهامهم اليومية منذ الصباح الباكر وحتي وقت النوم والقيام فقط بأعمال روتينية اعتادوا على القيام بها يومياً دون إدخال أي جديد في حياتهم بالرغم من معرفتهم الكاملة بأنه لن يحدث أي جديد إلا إذا أحدثوا الجديد أو بمعنى آخر لن يكون هناك أي تغيير في النتائج والتي قد تكون هنا وظيفة جديدة أو عمل خاص إلا بعد أن تتغير المعطيات والمدخلات والتي قد تكون اكتساب مهارات جديدة أو تنمية علاقات أكثر أو التطوير الذاتي في المجالات المطلوبة في سوق العمل أو المجالات التي يتميزون بها والعمل على تنميتها أكثر حتى تصل لمرحلة الاحتراف وبالتالي يتحولون من مجرد أفراد تقوم بأعمالها اليومية في إطار روتيني إلى أشخاص مميزين تتهافت المؤسسات على التعاقد معهم.
وأخيراً من الأهمية بمكان الإشارة إلى ضرورة التوقف عن الشكوى وإلقاء اللوم على الغير أو الظروف والبدء فوراً في التحرك بإيجابية في طريق التغيير الذي لا يبدأ إلا بالتأكد من أن مسؤولية التغيير لا تقع إلا على عاتقي أنا فأنا من سيقوم بالتغيير وأنا أيضاً من سينعم بالنتائج الإيجابية مع الإيمان الكامل بأن تطويري الذاتي هو أهم مسؤولياتي.
نادرا ما نكتب ، ولكن فقط أفضل محتوى.